في عالم تحكمه الرأسمالية وتُسيطر عليه الشركات الكبري، عالم ممتلئ بآلاف الشركات بأنواعها المختلفة (شركات تضامن، وشركات مساهمة، وشركات قابضة، وشركات خاصة وعائلية وغيرها) لا يعرف الكثيرون أن هناك نوع من الشركات له التأثير والنصيب الأكبر في حصة الاقتصاد العالمي، ونقصد هنا الشركات العائلية.
إذ يعتقد الكثيرون أن الشركات العائلية ليست أكثر من متجر محلي تديره عائلة، لكن حقيقة الأمر أن هناك عدد كبير من أكبر وأنجح الشركات في العالم وهي في الأساس شركات عائلية.
ولعل من بين أكثر الشركات العائلية شهرة حول العالم شركة (تويوتا Toyota) والتي تأسست عام 1937 في اليابان على يد الجد الأكبر (ساكاشي تيودا) لتصنيع السيارات ومحركاتها وكل ما يتعلق بالسيارات.
أنشأ ساكاشي شركة تويوتا بالتعاون مع ابنه (كيشيرو) الذي كان معجباً بفكر شركة فورد الأمريكية للسيارات في الإنتاج، والتي (تعتمد على أن كل عامل متخصص في جزئية واحدة فقط في الإنتاج)، ولهذا سعي الابن لجعل شركة عائلته تويوتا تنافس شركة فورد.
وبالفعل في عام 1933 تأسس قسم السيارات في المصنع التابع للأب ساكاشي، ولم تمر سنة حتى نجح الابن في تصنيع محرك سيارات من صنع يده وأطلق عليه (كيشيرو A) لتكون نواة سياراته التي توالي إنتاج النسخ التجريبية منها بين عامي (1935 و1936)، حتى وصلنا لعام 1937 وهو التاريخ الفعلي لتأسيس شركة تويوتا العالمية (Toyota Motor Company) وإنتاج أول طراز لها.
وبعدها توالت انتاجات الشركة من السيارات، وتوسعت بإنشاء فروع للشركة في بلدان أخري، بداية من البرازيل حتى وصلت لمختلف بقاع العالم.
وفي بداية التسعينات تعرضت الشركة العائلية تحت قيادة أحد أفراد العائلة (تاسورو تويودا) لأزمات كثيرة أوصلت الشركة لأسوء فتراتها، ولحل هذه المشكلات تم تسليم رئاسة الشركة (لهيروشي) لينقذ الشركة بخبرته الإدارية من الغرق، وبذلك تكون هذه هي المرة الأولي التي يتولي فيها شخص من خارج العائلة منصب إدارة الشركة.
ولكن مع الوقت بدأ يسعي حفيد مؤسس الشركة والذي يدعي (اكيو تويودا) لاستعادة السيطرة على شركة عائلته، وعلى الرغم من أنه كان يرفض منصب رئيس الشركة، لكنه كان يحمل في نفسه هدفاً واحداً، وهو أن تبقي عائلته هي المسؤولة عن توجيه الشركة ووضع سياستها.
وبالطبع رفض هيروشي المسؤول الحالي عن الشركة أن تعود إدارتها إلى العائلة، وكان يقول: “إن المحسوبية لن تكون جزءاً من مستقبل الشركة لو أردنا لها البقاء”.
وبالفعل استمر الصدام بين عائلة تويوتا ورئيسها هيروشي حتى عام 1998، عندما انهار بنك ساكورا الذي تعتمد عليه شركة تويوتا في قروضها وهو البنك المقرب من هيروشي، وهنا تدخل بنك آخر وهو بنك ميتسوي واندمج مع بنك ساكورا، وكان لعائلة بنك ميتسوي روابط مصاهرة مع عائلة تويوتا، وهو ما فتح الباب أمام حفيد العائلة أكيو ليتولي منصب نائب رئيس الشركة، ومنها إلى رئاسة إدارة الشركة، وبهذا تكون إدارة ومسؤولية الشركة قد عادت لعائلة تويودا مرة أخري.
تؤمن الشركة بضرورة فهم طبيعة العملاء وتقديم المنتجات التي يرغبون فيها والتي تتلاءم مع طبيعة المكان، وهذه الفلسفة جعلتهم يحتلون مكانة كبيرة على عرش تصنيع السيارات في العالم.
وهذه واحدة من القصص التي تُثبت أن الشركات العائلية ليست مجرد شركات صغيرة بلا خبرة، وأيضاً تهدم النظرية التي تقول بأن الشركات العائلية لا تستمر أكثر من 20 عاماً، فشركة تويوتا Toyota قد استمرت لأكثر من خمسين عاماً واستطاعت العائلة أن تحافظ على مكانة الشركة وعلى ملكيتها، فحتى الآن لا يزال رئيس الشركة هو (اكيو تويودا)..
وتوجد العديد من الشركات الأخري هي الأكبر والأشهر في العالم وقد قامت على أساس عائلي ومنها:
شركة فولكس فاجن.
شركة فورد موتور.
شركة بي إم دبليو BMW.
مجموعة العربي.
معمار المرشدي.
شركة شاي العروسة، وغيرها من الشركات العربية والعالمية.