خبراء المال

علم المحاسبة (النشأة، ومراحل التطور)

هل تساءلت يوماً كيف نشأ علم المحاسبة؟؟ ولمن يرجع الفضل في نشأتها؟؟ وكيف كان البشر يتعاملون قبل ظهور هذا العلم؟؟ وما هي المراحل التي مر بها حتي وصلنا لعلم المحاسبة الذي نعرفه اليوم؟؟
وللاجابة علي هذه الأسئلة علينا الرجوع بالزمن قرابة 3000 عام ق.م، عندما كان الإنسان يستخدم نظام المقايضة لاتمام أي عملية تجارية له، إذ كان يقوم بتبادل الأدوات والطعام والأسلحة والمعادن وغيرها… بشكل يرضي طرفي عملية التبادل، ولكن سرعان ما أصبح من الصعب الاستمرار في اتباع نظام المقايضة نظراً لعدم تكافؤ هذه العملية، وهنا ظهرت الحاجة لوجود نقود ثابتة لتسهيل المعاملات بين الأشخاص، ولعل ملك ليديا (ألياتس) كان أول من صك أول عملة رسمية في العالم وكانت مزيج بين الذهب والفضة، ومن هنا بدأت رحلة النقود في العالم.
ومع ظهور النقود الورقية والتي ظهرت في الصين 770 ق.م، ظهرت الحاجة لوجود علم ينظم ويلخص كافة المعاملات المالية
وكانت بداية علم المحاسبة، ومن هنا نفهم أن علم المحاسبة هو من العلوم القديمة التي ظهرت في العديد من الحضارات (كالحضارة المصرية، والرومانية وفي الصين وبابل وفي الحضارة اليونانية) وكان يطلق عليه (علم التحاسب) وكان يختص بتسجيل الواردات والمصروفات في كشف حساب يوضح من خلاله كيفية الاستفادة من هذه الموارد.
وبعد ذلك بدأت المحاسبة في التطور حتى وصلت للشكل الحالى خلال ثلاث مراحل هم:
1- مرحلة القيد المفرد:
والتي ظهرت مع بداية استعمال النقود في المعاملات التجارية كبديل للمقايضة في العصور الوسطي حتي عام 1494
وكانت تهدف إلي: تسجيل العمليات المالية في دفاتر لتستخدم بعد ذلك في استخراج نتائج حركة الأموال سواء ربح أو خسارة خلال فترة معينة، وكانت المحاسبة وقتها محاسبة مالية فقط.
2- مرحلة القيد المزدوج:
وتجدر الإشارة في هذه المرحلة إلي عالم الرياضيات الإيطالي LUCA PACIOLI والذي يرجع له الفضل في تقديم وصف تفصيلي لقاعدة القيد المزدوج والتي كانت الأساس لوضع الدفاتر منذ العام 1494،
ومن أهم مميزات هذه المرحلة:
– صدور قانون التجارة البرية سمي ” قانون سافاري ” علي يد القانوني الفرنسي (جاك سافاري) عام 1673.
– صدور قانون للتجارة البحرية عام 1681.
– كما بدأت محاسبة التكاليف في الظهور.
3- مرحلة ما بعد الثورة الصناعية:
بدأت هذه المرحلة عام 1776 بسبب الثورة الصناعية التي أدت إلي بدأ تكوين الشركات المساهمة لإستثمار رؤوس الأموال الضخمة الموجهة للصناعة.
كما أظهرت هذه المرحلة الأهمية الفعلية لمحاسبة التكاليف.
وفي القرن العشرين ومع تزايد حجم المشروعات وظاهرة اندماج الشركات والتقدم الكبير في الإختراعات ووسائل التكنولوجيا ودخول الإستثمارات الخارجية، تطورت المحاسبة أكثر فأكثر وأصبحت وسيلة لقياس كفاءة الإدارة وبالتالي وسيلة لخدمة المجتمع بصفة عامة، ثم أخذت المحاسبة تتفرع لفروع متعددة، وكل فرع يخدم مجال معين لخدمة الإدارة من جهة, وقياس مديء كفاءتها من جهة أخري.